(1)
من حوالي سنتين كنت لسه مستلم نيابة اشعة في كفر الشيخ في مستشفى الرياض المركزي بالوحال ، وكنت بقالي فترة مخنوق من الطب وشغال فري لانس موبايل ديفيلوبر وطبعاً كاره الطب ومبسوط بالبرمجة بس كان في مشكله، لا دا جايب فلوس ولا دا جايب همه
في الفترة دي مكنتش عارف هعمل ايه وجاتلي مكالمة تليفون ساعتها كنت محتاج آخد واحد من اهم القرارات اللي في حياتي .
تسللت اشعة شمس الصباح الباكرمن فتحة في شباك غرفة مكتب متواضعة، يستقر على المكتب جهاز كمبيوتر حديث من نوع نادر الى جانب هاتف متنقل من نفس النوع عليه شعار ثمرة فاكهه نصف مأكوله يصدر صوت نغمه سخيفه تشير الى ان هناك اتصال من جهة ما لا يدري المتصل ان الوقت باكر ، استيقظت مرغماً لاجييب هذا الاتصال وانا العن في سري قلة ذوق هذا الشخص الذي اشارت شاشة الهاتف الى انه اتصال دولي من السعودية .
استجمعت قواي وحاولت فتح عيني لانفض آثار النوم العميق الذي استيقظت لتوي منه وجرى الحديث التالي :
انا : ألو
المتصل : السلام عليكم ، معي دكتور احمد نبراوي ؟
انا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، معك دكتور أحمد
المتصل : حضرتك طبيب مقيم اشعة مظبوط؟
انا : ايوا يا فندم خير
المتصل: انا فلان الفلاني مندوب بعثة وزارة الصحة السعودية وانا موجوود في القنصلية السعودية بالقاهرة لمدة ٣ ايام من ٩ صباحاً ياريت حضرتك تتفضل تحضر بال سي في عشان نعملك انترفيو لوظيفة طبيب مقيم اشعة بالسعودية.
انا : اهلا وسهلا استاذ فلان هو حضرتك عرفت تليفوني منين انا مقدمتش لوظيفة في السعودية .
المتصل : انت متوصي عليك من فوق وان شاء الله الانترفيو دي حاجة بسيطة و تحَصّل الوظيفة .
انا : انا مش عارف اقول لحضرتك ايه طيب ممكن افكر في الموضوع ؟
المتصل : انت مش عايز تشتغل في السعودية ؟
انا : انا عارف انه حلم ناس كتير بس انا محتاج ارتب اموري واشوف ظروفي وارد على حضرتك
المتصل بعد فتره من الصمت : انا زي ماقولتلك موجود ٣ ايام ودا رقمي كلمني لو عندك اي استفسار وان شاء الله في انتظارك في القنصلية .
انا : شكراً استاذ فلان .
قعدت افكر كتير اوي ، اتخلى عن حلمي والحاجة اللي بحب اعملها ومش عارف استغلها وآخد طريق الحاجة اللي مبحبهاش مدام هقدر اجيب منها فلوس واخرج عن طريقها من البلد ؟
كانت الاجابة الواضحة ونصيحة كل الناس ليا هي اني اروح طبعاً ! واستغل الواسطة والوظيفة اللي الناس بتقف طوابير قدام القنصلية عشان تاخدها واروح و يا اما استعوض ربنا في حلمي او اخليه على جمب على مايجي وقت اعرف استغله ، ودي طبعاً كانت كذبة للطمأنه و تسهيل الاختيار الواضح (السهل من وجهه نظرهم طبعاً )
بس انا كنت عنيد ، كان قرار صعب جداً بس خدته وقولت لأ
وخدت قرار اصعب منه بعديها بشهر خدت اجازه وقعد في البيت وقولت انا مش هشتغل دكتور تاني ، انا هفضل ورا حلمي وهشتغل الحاجة اللي بحبها والرزق بتاع ربنا .
يتبع ….
(2)
في الانترفيو بقى الراجل كان متغاظ مني عشان الحاحي وكان ناوي يعقدني ، بس الحمد لله انا كان عندي ثقة في نفسي كويسه وقدرت اتعامل معاه واقنعه اني اقدر اتعلم بسرعه واعمل برامج تخدم الشركة ، في آخر الانترفيو الراجل قاللي انا هعرض عليك مرتب كذا ، روحت انا سائله ,ايه دا ، هو انا اتقبلت للوظيفه ؟ قاللي الوظيفة بتاعتك لو عايزها !
سبحان الله ! يا مانت كريم يا رب ! معقول اللي بيحصل دا ؟ التغير الرهيب في الاحداث دا ازاي ؟! دانا لسه من اسبوع كنت طبيب عاطل ومبرمج باليوميه مش عارف هيعمل ايه ! ربنا كان كاتبلي الخير بس انا كان لازم اقطع كل صلتي بالحاجة اللي مبحبهاش عشان الاقي حاجة كويسه في المجال اللي بحبه .مسك العصايه من النص دا عمره ما حل اي شئ .والتأخير وتمني صلاح الحال بدون اي فعل دا عمره ما بيجيب نتيجة.
طلعت من الشركة على خطوط الطيران ولغيت رحلة العوده بتاعتي لمصر ! وروحت الفندق بقى قولت لابويا وامي انا مش راجع معاكم ، والي حصل بعد كدا مينفعش يتقال عالفيس .
بس الحمد لله ربنا كرمني بوظيفة في دبي ، ولا معايا شهادة فيها ولا خبرة بس عندي حلم وشغف اني ابقى مبرمج ، وقد كان الحمد لله 🙂